حزنٌ في عتمة الليل

لقد نظمت هذه القصية لكي ارثي بها ابن صديقي الذي غيبه القدر عند حفر
الباطن في السعودية ، قادما من الكويت انقلبت سيارته هناك 0 كان اسمه " باسم"رحمه الله وكان الرثاء حوارا حزينا على لسانه ولسان والدته ولساني ترك خلفه ولدين وزوجته

حُــزنٌ فـي عتمة الليل
=============
ماذا دهى الموت هل كُفت بصيرته

لكي يُغيْب حُسن الشمسِ والقمرِ

أم أن في الكون آياتٌ بها عجب

يمضي فتانا وشيخ الحي منتظرِ

أم قد قضى الله أمرا كان قدره

صبرٌ جميلٌ على القضاء والقدر

يا عين جودي دموعاً فالفتى كبدي

زين الشباب هوى وكان لي نظري

كَفى يقولون لا تبكي وليتهموا

قالوا متى كان قلب الأم من حجرِ

يا عين جودي وجودي دونما كللٍ

حتى دموعك تروي ذابل الشجرِ

جاء ألردى " باسماً " يجني محاسنه

كالنحل يجني رحيق أطيب الثمرِ

ابكي عليه وليت الدمع يرجعه

أو ليته يُفتدى بالقلب والبصرِ

أو ليت كان غراب البين محتضرا

ولا فجعت بأغلى الناس والبشرِ

أو لم هاتفْ لسمعي قط نعتقه
أو مِت قبل سماعي سيء الخبرِ

لو كنت أعلم في الأسفار ميتته

لجدت بالروح كي تفديه في السفرِ

رحلت يا سندي عنا على عجل

ولم نكن قد قضينا منك من وطرِ

أماه لا تجزعي فالصبر يشفع لي

فكفكفي دمعك الحاني فذا قدري

ما دار في خَلدي أني أفارقكم

ولم يساعدني حرصي ولا حذري

أودعتُ عندك أحشائي وأوردتي

فجنبيهم سعير الحزن والكدرِ

وادعو إلىََّ عَسى ربي يُطهرني

بالثلج أو بمياه المزن والمطرِ

قولي لمن كنتُ من حبات عقدِهمُ

أن يذكروني مع النجمات في السحرِ

يا ويح قلبي لقد مزقت أنسجتي

وعظم ظهري من الأحزان منكسرِ

فالدهر خان ونال الخطب من أسدي

وبت دمعي على الخدين منهمر

يا رب أسكنه جنات النعيم وكن

أنيسَ وِحدَتهِ في ظُلمَة الحُفرِ

أقسمت يا ابن صديق الروح من حَزَنٍ

أني سأرثيكَ مثل الأم يا قمري

ما جال في خاطري والله رؤيته

يُقرى عليه بِبعض ألآي والسُورِ

يا قرة العين كم ذكراك تشغلني

فلا نسيتكَ مهما طال من عُمُري

شعر" علي الفار السيلاوي